الليله الاخيره

موضوع: الليله الاخيره 21/10/08, 04:42 pm

انت أكيد ابراهيم أبو دية؟ أنا قرأت عنك كثيرا جدا(كاف قاهرية)، أنا متأكد أن الوضع في يافا كان صعب جدا(كاف قاهرية)، يهود مسلحين ومن ورائهم جيش(كاف قاهرية) بريطانيا العظمى، وحقيقة أنا كنت من أشد المعجبين(عند هذا الحد كف المحرر عن التنويه بقاهرية الكاف) بحضرتك... سيد ابراهيم؟... سيد ابراهيم؟...هو ماله مابيتكلمش؟؟

لدى يأس عبدالقادر من ابراهيم يمم وجهه شطر فلاح سمعه من بعيد يحدث آخرا معرفا بنفسه أنه من جبال التياسير، فخمن أنه بصدد لقاء عبدالرحيم الحاج محمد فبادره التحية وراح يسأله عن وضعهم في تلك الأيام فاسترسل الشيخ الفلاح وطفق يحكي كل شيءعن كل شيء: عن الليالي الباردة في المغاور... عن الفلاحين البسطاء الذين طالما استنزلوهم من الجبال ليشركوهم افطارا رمضانيا...عن وحشيةالانجليز الذين نكلوا بطوباس كلها رجالا ونساء وأطفالا ليدفعوها للاقرار عن ملثم واحد...عن الشباب ومحاكم الجهادالمقدس...ولم يقطع استرسال الفلاح الا وشوشة رجل فتي، اعقبها تقطب جبين الفلاح...سكت الفلاح سكوت مغضب وعقد حاجبيه!

عبثا حاول عبد القادر أن يعيدعبدالرحيم لاسترساله غير أن الشيخ قالها قروية واضحة بسيطة لاتحمل التأويل: حل عني الله لا يبارك(كاف قبيلة أسد هذه المرة) فيك!

صب عبد القادر جام غضبه على الشاب المسر، فلا بد أن في وشوشته ما أغضب الفلاح...وعبثا حاول عبد القادر مع الشاب الذي تزيا بزي أهل الساحل السوري أن يفصح لكن "عزو" -كما ناداه الشباب من بعيد- تشاغل بتقطيع حزوز البطيخ الجنيني، وطلب الى العبد أن يفرقه "بريحة طيبة"!

عبد القادر شعر بغضب ممزوج بحيرة وشعور بعدم الانصاف...ما للقوم لا يتحدثون معي أو حتى لا يحسنون الانصات؟ مالهم لا يعرفون أقدار الرجال ؟ لا شك أن في الأمر خطأ أو سوء تنظيم...

غير أن الحال لم تختلف ولم يظهر أن خطأ ما تم تداركه: الحاج أمين الحسيني أغلظ له في القول و الشيخ موسى الكاظم قام بما بدى كعملية بصاق وتناوب ثوار وملثمون على تقريعه و تجاهله، أما ثالثة الأثافي والقشة التي قصمت ظهر البعير فكانت أن رد فعل المحدثين أيضا لم يختلف عن مواقف الكهول الغابرين...نعم؛ فكله كوم وأن يتحاشاني الشقيري ويلوح لي طلعت يعقوب بقبضته كوم ثان!

اولئك الفلاحون والختايرة شيء وأبناء جيلي شيء آخر! ألم تدركوا معي حقيقة الظرف الدولي والعجز العربي ودقة الحبل الذي تقافزت عليه كما السعدان من أجل القضية؟ ألم تروا كيف حاصرني كل قومكم؟ ألم تدركوا أنه لم يكن بالامكان أبدع مما كان؟

"أنا لازم ألاقي حد من جماعتي اللي اشتغلوا معي"... تمتم عبد القادر حين قطع حبل أفكاره صراخ رجل يقول:" ليش حكينا لصور تقاوم حتى الموت اذا كنا راح نطلع من بيروت"؟ ...الصوت المألوف دوى في آذان الأخ الرئيس!..." رد يا أبو عمار"...أعاد المخاطب الصلب أشيب الشعر نداءه:" لماذا أمرت صور بالبر ونسيت نفسك؟؟!!" ...في تلك اللحظة شحب وجه ياسر عرفات وأحس أنه لاقبل له بهذا الاجماع..."حتى أنت يابو الوليد"......"حتى أنت يابو الوليد"..."أنا دماغي حتنفجر"

في هذه الأثناء، تخطفت وكالات الأنباء خبرا مفاده أن نزيفا دماغيا حادا ألم بالسيد الرئيس وأفادت آخر التسريبات التي رشحت عن مستشفى "برسييه" أن الرئيس عرفات يقضي على مايبدو ساعاته الأخيرة ، ومن ناحية أخرى...الخ